القوادون
هناك طائفة لا يخلو منها أي مجتمع ...
ولو كان من أطهر المجتمعات ...
طائفة تلبس ما يلبس أهل ذلك المجتمع ...
وتأكل مما يأكلون ...
وتسكن في أرضهم ...
إلا أنها "تكيد" له ...
وتعمل على "تضييعه" و "إفساده ... "
"وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ... "
"ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون... "
كانت هذه الطائفة تسمى في زمان النبي صلى الله عليه وسلم بـ"المنافقين ... "
ثم سموا بعد ذلك بـ"الزنادقة ... "
وظهرت منهم أصناف كثيرة ...
"المانوية" ، و "الباطنية" ، و "الإباحية ... "
وغيرهم ...
"قلوبهم شتى ... "
وأهدافهم واحدة ...
إذاكان سيف التوحيد حامياً خنسوا ، وذلوا ، وقلوا ...
وأصبحت لا تعرفهم إلا في لحن القول ...
وإذا انثلم ذلك السيف ظهرت أصواتهم وعلت ...
وجاهروا الناس بخبثهم وكيدهم ...
قد انتشروا في مجتمع المسلمين وكثروا ...
يحلو لكثر من الناس أن يسميهم بـ"العلمانيين ... "
أو يتلطف معهم فيقول : إنهم "ليبراليون ... "
وهذا في الحقيقة ليس عدلاً ...
بل هو الظلم بعينه ...
والمسلم مطالب بالعدل حتى مع الأعداء ...
"ولا يجرمنكم شنئآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ... "
والعدل مطلوب حتى في الأسماء والألقاب ...
فلا يجوز الظلم من أجل "البغض ... "
فلا "وكس" و لا " شطط ... "
ونحن – والله – نبغض "العلمانية ... "
ونعلم أنها مذهب خبيث ...
ولكن لا يحملنا بغضها على ظلمها ...
والافتراء عليها ...
بجعل أولئك "علمانيين !!... "
فالعلمانية مذهب غربي كافر ...
إلا أن من علمانيي الغرب من يحمل هم أمته ...
فمنهم من ينتج "صاروخاً" يرهب به عدوهم ...
أو يطور "مصنعاً" يخدم به مجتمعهم ...
أو يبتكر "دواءً" يعالج به مرضاهم ...
وكلهم يؤمنون بحرية "التعبير" حتى للمخالفين لهم ...
وكافر يجعلك تقول الحق ...
خير من كافر يحجر عليك ...
مع خبث الجميع ...
وأما أكثر هؤلاء الذين بليت مجتمعات المسلمين بهم ...
فليس منهم من يقدر على صناعة "مفك صلصة ... "
وأكثرهم لا يعرف "كوعه " من "كرسوعه ... "
وإذا تسلطوا ...
لم يجعلوا لغيرهم ذكراً ...
ولا "حرية" ولا "ليبرالية ... "
ولا هم يحزنون ...
وإنما برعوا في شيٍء واحد ...
في "إفساد المرأة" و "تعهير المجتمع "...
فانظر إلى مواقع الشبكة التي أنشأوها ...
والصحف التي يكتبون فيها ...
والفضائيات التي يديرونها ...
تجدها أشبه ما يكون بـ"مواخير دعارة ... "
لا يعرفون من الغرب إلا "التفسخ" و "العري ... "
أما "الصناعة" و "الاقتصاد ... "
فهم عنها بمعزل ...
همهم أن يقودوا أمتهم إلى "التعهير ... "
فأصدق تسمية لهم وأعدلها هي:
أنهم "قوادون..
لقائلها..
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق